وعلينا أن نصدّر المقصد بالتّنبيه على أمر تحدّثنا عنه في كتاب الهدية نقلاً عن كتاب التحيّة وهو انّ هذا السّرداب الطّاهر هو قسم من دارهما (عليهما السلام)، وقبلما يشيد هذا البناء الحديث (الصّحن والحرم والقبّة) كان المدخل الى السّرداب خلف القبر عند مرقد السّيدة نرجس (نرجس خاتون) ولعلّه الان واقع في الرّواق ، فكان ينحدر الى مسلك مظلم طويل ينتهي بباب يفتح وسط سرداب الغيبة، والسّرداب في عصرنا الحاضر مزخرف بالمرايا وله في جانب القبلة نافذة الى صحن العسكريّين (عليهما السلام)، وموضع الباب السّابق معلّم بصورة المحراب منقوشة بالقاشاني ، فكانت الزّيارات وغيرها لهؤلاء الائمة الثّلاث تؤدّي كلّها من حرم واحد ولذلك نجد الشهيد الاول في المزار يعقب زيارة العسكريّين (عليهما السلام) بزيارة السّرداب ثمّ يذكر زيارة السّيدة نرجس، ومنذ مائة وبضعة سنين تأهّب للبناء المؤيّد المُسدّد احمد خان الدّنبلي وافرز بما أنفقه من المبلغ الخطير صحن الامامين (عليهما السلام) كما هو الان، وشيّد الرّوضة والرّواق والقبّة الشّامخة واسّس للسّرداب الطّاهر الصّحن الخاص والايوان والمدخل والدّهليز، كما شيّد للنّساء سرداباً خاصّاً كما هو قائم الان، فطمست معالم ما كان من قبل المدخل والدّرج والباب وانمحى جميع آثاره ، فزال بذلك مورد بعض الاداب المأثورة، ولكن أصل السّرداب الشّريف وهو موضِع جملة من الزّيارات باق لم يتغيّر ، وأمّا الاستئذان لدخول السّرداب فلم يسقط بانسداد المدخل السّابق فلكلّ زيارة استئذان كما دلّ عليه الاستقراء ، ونجد العلماء كذلك يصرحون بلزوم الاستئذان تأدّباً للدّخول من أيّ باب اعتيد الدّخول منه الى حرم امام من الائمة (عليهم السلام) . والان نبدأ في صفة الزّيارة