روى ابن قولويه عن بعض الائمة (عليهم السلام) انّه قال : اذا صرت الى قبر الامام الرّضا (عليه السلام) فقُل :
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا الْمُرْتَضَى الاِْمامِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَْرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، الصِّدّيقِ الشَّهيدِ، صَلاةً كَثيرَةً تامَّةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً، كَاَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ.
وهي ما أوردها المفيد في المقنعة ، قال : تقف عند قبره (عليه السلام) بعد ما اغتسلت غُسل الزّيارة ولبست أنظف ثِيابك وتقول :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْهُدى وَاَلْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطّاهِرُونَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلى باطِل، وَاَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَاَدَّيْتَ الاَْمانَةَ، فَجَزاكَ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ خَيْرَ الْجَزاءِ، اَتَيْتُكَ بِاَبي وَاُمّي زائراً عارِفاً، بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَِعْدائِكَ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ.
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وضَع جانبي وجهك عليه ثمّ تحوّل الى جانب الرّأس وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْهادي وَالْوَلِيُّ الْمُرْشِدُ، اَبْرَأُ اِلَى اللهِ مِنْ اَعْدائِكَ، وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِوِلايَتِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ صلّ للزّيارة وصلّ بعدها ما شئت، ثمّ تحوّل الى جانب الرّجل فادعُ بما شئت ان شاء الله .
أقول : لزيارته (عليه السلام) في السّاعات والايّام الشّريفة المنتمية اليه بنوع من المناسبات فضل كثير ولا سيّما في شهر رجب، وفي الثّالث والعشرين من ذي القعدة، والخامس والعشرين منه، وفي السّادس من شهر رمضان كما ذكر في مواقعها من أعمال الشّهور والايّام، وكذلك غير هذه الايّام ممّا ينتمي اليه، واذا أردتَ أن تودّعه (عليه السلام) فودّعه بما كنت تودّع به النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ تَسْليمي عَلَيْكَ (واذا أردت قُل): اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتي اِبْنَ نَبِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَاجْمَعْني وَاِيّاهُ في جَنَّتِكَ وَاحْشُرْني مَعَهُ وَفي حِزْبِهِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً، وَاَسْتَوْدِعُكَ اللهَ وَاَسْتَرْعيكَ وَاَقْرَأُ عَلَيْكَ اَلسَّلامَ، آمَنّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ .
أقول : ينبغي هُنا ذكر أمور :
الاوّل : بسند معتبر عن الامام عليّ النّقي صلوات الله وسلامه عليه انّه قال : من كانت له الى الله حاجة فليزُر قبر جدّي الرّضا(عليه السلام) بطوس مغتسلاً فيصلّي عند رأسه ركعتين فيذكر حاجته في قنوت صلاته فتستجاب له حاجته الاّ اذا كانت في معصية أو قطيعة رحم، انّ موضِع قبره بقعة من بُقَعِ الجنّة ولا يزُوره مؤمن الاّ اعتقه الله من النّار وأدخله الجنّة .
الثّاني : حكى العلاّمة المجلسي (رحمه الله) عن خطّ الشّيخ الجليل الشّيخ حسين بن عبد الصّمد والد الشّيخ البهائي انّ الشّيخ أبي الطّيب حسين بن احمد الفقيه الرّازي (رحمه الله) ذكر انّه : مَن زارَ الرّضا صلوات الله وسلامه عليه أو غيره من الائمة (عليه السلام) فصلّى عنده صلاة جعفر كتب له بكلّ ركعة أجر من حجّ ألف حجّة واعتمر ألف عمرة، وأعتق في سبيل الله ألف رقبة، ووقف للجهاد مَعَ نبيّ مُرسل ألف مرّة، وكان له بكلّ خطوة يخطوها أجر مائة حجّة، ومائة عمرة، وعتق مائة رقبة في سبيل الله تعالى، وكتب له مائة حسنة، ومحى عنه مائة سيّئة، وصفة صلاة جعفر قد مضت في خلال أعمال يوم الجُمعة .
الثّالث : روي عن محوّل السّجستاني قال : لما ورد البريد بإشخاص الرّضا (عليه السلام) الى خراسان دخل المسجد ليودّع رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فودّعه مراراً كلّ ذلك يرجع الى القبر ويعلو صوته بالبُكاء والنّحيب ، فتقدّمت اليه وسلّمت عليه ، فردّ السّلام وهنّأته فقال : زُرني فانّي أخرج من جوار جدّي(صلى الله عليه وآله وسلم) فأموت في غُربة وأدفن في جنب هارون .
وروى الشّيخ يوسف بن حاتم الشّامي في كتاب الدّرّ النّظيم عن جمع من الاصحاب عن الرّضا(عليه السلام) قال : لما أردتُ الخرُوج من المدينة الى خراسان جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتّى اسمع بكاءهم، ثمّ فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار ثمّ قلت لهم : انّي لا أرجع الى عيالي أبداً ، ثمّ أخذت أبا جعفر الجواد فأدخلته المسجد ووضعت يده على حافة القبر وألصقته واستخفظته برسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وأمرت جميع وكلائي وحشمي له بالسّمع والطّاعة وترك مخالفته وعرفتهم انّه القيّم مقامي .
وروى السّيد عبد الكريم ابن طاوُس (رحمه الله): انّه لما طلب المأمون الرّضا (عليه السلام)من المدينة الى خراسان سار (عليه السلام) من المدينة الى البصرة ولم يذهب الى الكوفة ثمّ توجّه من البصرة الى بغداد على طريق الكوفة ومن هُناك الى مدينة قم ودخل قُم فاستقبله أهلها، فتخاصموا في ضيافته كلّ يبغي أن يحلّ (عليه السلام) داره ، فقال (عليه السلام) : انّ جملي هُو المأمُور أي انّه (عليه السلام)يحلّ حيثما برك الجمل، فأتي الجمل داراً واستناخ على بابه وكان صاحب الدّار قد رأى في المنام في ليلته انّ الرّضا (عليه السلام) سيكُون ضيفه غداً، فلم تمض مدّة طويلة حتّى صار ذلك الدّار مقاماً من المقامات الرّفيعة وهو في عصرنا مدرسة معمورة .
وروى الصدّوق بسنده عن اسحاق بن راهويه قال : لما وافى أبو الحسن الرّضا (عليه السلام) نيسابور وأراد أن يرحل منها اجتمع اليه أصحاب الحديث ، فقالوا له : يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك، وقد كان قعد في العمارية فاطلع رأسه وقال : سمعتُ أبي مُوسى بن جعفر يقول : سمعتُ أبي جعفر بن محمّد يقُول : سمعتُ أبي محمّد بن علي يقول : سمعتُ أبي عليّ بن الحسين يقول : سمعتُ أبي الحسين بن علي يقول : سمعتُ أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصّلاة والسّلام يقول : سمعتُ رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : سمعتُ جبرئيل يقول : سمعتُ الله عزّوجلّ يقُول : لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ حِصْني فَمَنْ دَخَلَ حِصْني اَمِنَ مِنْ عَذابي، فلمّا مرّت الرّاحلة نادانا بِشُرُوطِها وَاَنَا مِنْ شُرُوطِها.
وروى أبو الصّلت انّ الرّضا (عليه السلام) في طريقه الى المأمون لما بلغ القرية الحمراء ] ده سُرخ [ قيل له : يا ابن رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد زالت الشّمس أفلا نصلّي، فنزل (عليه السلام) فقال : إئتوني بماء، فقيل : ما معنا ماء ، فبحث بيده الارض فنبع من الماء ما توضّأ به هُو ومن معه وأثره باق الى اليوم . فلمّا دخل سناباد أسند الى الجبل الّذي ينحت منهُ القدُور ، فقال : اَللّهُمَّ انفَعْ به وبارِك فيما يجعل فيما ينحت منه ، ثمّ أمر (عليه السلام) فنحت له قُدور من الجبل وقال : لا يأكل الاّ ما طبخ فيها فاهتدى النّاس اليه من ذلك اليوم وظهرت بركة دعائه فيه .
الرّابع : ارّخ صاحب مطلع الشّمس انّ الملك (الشاه) عبّاس الاوّل نزل مشهد الرّضا (عليه السلام) في الخامس والعشرين من ذي الحجّة سنة ألف وستّ وذلك بعد ما نهب عبد الرّحمن الاوزبكي الحرم الطّاهر، فلم يترك فيها شيئاً سوى السّاج الذهبي، وفي الثّامن والعشرين من الشّهر شهر ذي الحجّة توجّه الملك الى مدينة هرات فاستردّها ونظم شؤونها فقفل الى مدينة خراسان ولبث فيها شهراً رمّم خلاله الصحن المقدّس وأنعم على خدّام البقعة المباركة ورعاهم بعطفه ثمّ عاد الى العراق، وفي أواخر السّنة الثّامنة بعد الالف قدم الملك ثانياً خراسان فقضى فيه فصل الشّتاء وتقلّد خدمة الاستانة المقدّسة وباشرها بنفسه فكان في بعض اللّيالي وهو يقرض فضُول فتائل الشّموع بالمقراضين فانشأ الشّيخ البهائي على البديهة قائلاً بالفارسيّة:
پروانه شمع روضه خُلد آيين مقراض باحتياط زن اى خادم
ترسم ببرى شهپر جبريل امين پيوسته بُوَد ملايك علّيين
وكان الشّاه قد نذر أن يرحل الى زيارة الرّضا (عليه السلام) راجلاً فوفى بنذره في السّنة التّاسعة بعد الالف وقطع تلك المسافة الشّاسعة على قدميه خلال ثمانية وعشرين يوماً، وبهذه المناسبة أورد صاحب كتاب تاريخ عالم آرا هذه الابيات :
غلام شاه مردان شاه عبّاس شه والا گُهر خاقان امجد
بطوف مرقد شاه خراسان پياده رفت با اخلاص بيحدّ
الى أن قال :
پياده رفت شد تاريخ رفتن ز اصفاهان پياده تا بمشهد
فلمّا بلغ مدينة خراسان أمر بأن يرحّب الصّحن المبارك وكان المدخل الى الرّوضة حينذاك في ايوان علي شير في جانب من جوانب الصّحن الشّريف بشكل غير أنيق، فأمر بتشييد الصّحن بحيث يتوسّطه الايوان وبنى ايواناً آخر في الجانب المقابل ومدّ شارعاً مركزيّاً يجتاز بابي الصّحن والايوان ويطوي المدينة من بابها الغربي الى بابها الشّرقي واحدث للمدينة عيوناً وقنوات ومدّ في منتصف الشّارع المركزي ساقية تجري الى حوض كبير قد أحدثه في وسط الصّحن الشّريف فتخترقه الى الجانب الشّرقي من الشّارع والكتابات الموجودة في هذه الابنية هي من آثار الميرزا محمّد رضا صدر الكتّاب وعليرضا العبّاسي ومحمّد رضا الامامي، وممّا أجراه الشّاه عباس أيضاً انّه كسى القبّة الطّاهرة بالذهب كما تنطق به الكتابة الموجودة على القبّة الطّاهرة وهي :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَظائِمِ تَوفيقاتِ اللهِ سُبحانه أن وفّق السّلطان الاعظم مولى العجم صاحب النّسب الطّاهر النّبوي والحسب الباهر العلوي تراب أقدام خدّام هذه القبّة المطهّرة اللاّهية زوّار هذه الرّوضة المنوّرة الملكوتيّة مروّج آثار أجداده المعصومين السّلطان بن السّلطان أبو المظفّر شاه عبّاس الحسيني الموسوي الصّفوي بهادر خان، فاستسعد بالمجيء ماشياً على قدميه من دار السّلطنة اصفهان الى زيارة هذا الحرم الاشرف وقد تشرّف بزينة هذه القبّة من خلصّ ما له في سنة ألف وعشر وتمّ سنة ألف وستّ وعشر .
الخامس : قال الطّبرسي في كتاب أعلام الورى بعدما أورد جملة من معجزات الرّضا (عليه السلام) : وأمّا ما ظهر للنّاس بعد وفاته من بركة مشهده المقدّس والعلامات والعجائب الّتي شاهدها الخلق فيه وأذعن العام والخاص له وأقرّ المخالف والمؤالف به الى يومنا هذا فكثير خارج عن حدّ الاحصاء والعدّ، ولقد أبرئ فيه الاكم والابرص واستجيبت الدّعوات وقضيت ببركته الحاجات وكشفت المسلّمات، وشاهدنا كثيراً من ذلك وتيقناه وعلمناه لا يتخالج الشّك والرّيب في معناه، والشّيخ الاجلّ الشّيخ الحُرّ العاملي في كتابه اثبات الهداة بعدما حكى هذا الكلام للطّبرسي ، قال : يقول مؤلف هذا الكتاب محمّد بن الحسن الحرّاني : قد شاهدت كثيراً من هذه المعجزات كما شاهدها الشّيخ الطّبرسي وتيقّنت بها كما تيقّن هو بها وذلك في مدّة مجاورتي للمشهد المقدس وهي ستّ وعشرون سنة، وقد سمعت في ذلك ما يفوق التّواتر ولم أتخطر حاجة دعوت الله بها في هذا المشهد الاّ وقضيت والحمد لله، والمقام لا يسع التّفصيل فاكتفينا بالاجمال .
ويقول عباس القمّي مؤلّف هذا الكتاب : انّنا في غنىً عن ذكر الكرامات الّتي برزت من تلك الرّوضة المقدّسة في سوالف الازمان بما يتجدّد منها في كلّ عصر وزمان وقد ألمحنا الى ما يناسب المقام في الباب الثّاني في خلال أعمال اللّيلة السّابعة والعشرين من شهر رجب، فلنختم هذا الفصل بعدّة أبيات ممّا انشأه الجامي في مدحه (عليه السلام) :
سَلامٌ عَلى آلِ طه وَيس سَلامٌ عَلى آلِ خَيْرِ النَّبِيّين
سَلامٌ عَلى رَوْضَة حَلَّ فيها اِمامٌ يُباهي بِهِ المُلْكُ وَالدّين
امام بحق شاه مطلق كه آمد حريم درش قبله گاه سلاطين
شه كاخ عرفان گل شاخ احسان دُرِ درج امكان مه برج تمكين
علىّ بن موسى الرّضا كز خدايش رضا شد لقب چون رضا بودش امين
ز فضل و شرف بينى او را جهانى اگر نبودت تيره چشم جهان بين
پى عطر روبند حُوران جنّت غبار درش را بگيسوى مشكين
اگر خواهى آرى بكف دامن او برو دامن از هر چه جز اوست برچين
ويحتوي على مقامين :
في زيارة الامامين المعصومين عليّ بن محمّد النّقي والحسن بن عليّ العسكري صلوات الله عليهم، اذا دخلت سرّ من رأى ان شاء الله وقصدت زيارتهما (عليهما السلام) فاغتسل وتأدّب بآداب دخول المشاهد الشّريفة ثمّ سر بسكينة ووقار حتّى تبلغ باب الحرم الطّاهر واستأذن للدّخول بالاستيذان العام السّالف في اوائل هذا الباب، ثمّ ادخل الحرم الشّريف وزرهما (عليهما السلام) بهذه الزّيارة وهي أصحّ الزّيارات :
اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّى اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتَىِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا نُورَىِ اللهِ فِى ظُلُماتِ الاَْرْضِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا مَنْ بَدا للهِ فى شَأْنِكُما، اَتَيْتُكُما زائِراً وعارِفاً بِحَقِّكُما مُعادِياً لاَِعْدآئِكُما مُوالِياً لاَِوْلِيآئِكُما مُؤْمِناً بِما آمَنْتُما بِهِ، كافِراً بِما كَفَرْتُما بِهِ، مُحَقِّقاً لِما حَقَّقْتُـما، مُبْطِلاً لِمَا اَبْطَلْتُـما، اَسْاَلُ اللهَ رَبّي وَرَبَّكُما اَنْ يَجْعَلَ حَظّي مِنْ زِيارَتِكُمَا الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَنْ يَرْزُقَني مُرافَقَتَكُما فِي الْجِنانِ مَعَ آبائِكُمَا الصّالِحينَ وَاَسْأَلَهُ اَنْ يُعْتِقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ وَيَرْزُقَني شَفاعَتَكُما وَمُصاحَبَتَكُما وَيُعَرِّفْ بَيْني وَبَيْنَكُما، وَلا يَسْلُبَني حُبُّكُما وَحُبَّ آبائِكُمَا الصّالِحينَ، وَاَنْ لا يَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما، وَيَحْشُرَني مَعَكُما فِي الْجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ، اَللّـهُمَّ ارْزُقْني حُبَّهُما وَتَوَفَّني عَلى مِلَِّتِهِما، اَللّهُمَّ الْعَنْ ظالِمي آلَ مُحَمَّد حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ، اَللّـهُمَّ الْعَنِ الاَْوَّلينَ مِنْهُمْ وَالاْخِرينَ وَضاعِفْ عَلَيْهِمْ الْعَذابَ، وَاَبْلِغْ بِهِمْ وَبِاَشْياعِهِمْ وَمُحِبّيهِمْ وَمُتَّبِعيهِمْ اَسْفَلَ دَرْك مِنَ الْجَحيمِ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىء قَديرٌ، اَللّـهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهِمْ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
وتجتهد في الدّعاء لنفسك ولوالديك وتخيّر من الدّعاء فان وصلت اليهما (أي إن أمكنك الوصول الى قبرهما) صلوات الله عليهما فصلّ عند قبريهما ركعتين واذا دخلت المسجد (أين لم تتمكن من القبر) وصلّيت دعوت الله بما احببت امّه قريب مجيب وهذا المسجد الى جانب الدّار وفيه كانا يصلّيان (عليهما السلام) .
أقول : قد أثبتنا هذه الزّيارة طبقاً لكتاب كامل الزّيارة، وقد روى الزّيارة باختلاف يسير الشّيخ محمّد ابن المشهدي والشّيخ المفيد والشّهيد ايضاً في مزاراتهم، وقد ورد في نسخهم بعد الفقرة فِى الْجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ : ثمّ اذهب وانكبّ على كلّ من القبرين وقبّلهما وضع جانبي وجهك عليهما ثمّ ارفع رأسك وقُل : اَللّـهُمَّ ارْزُقْني حُبَّهُمْ وَتَوَفَّنى عَلى مِلَّتِهِمْ الى آخر الزّيارة السّالفة . ثمّ قالوا : صلّ أربع ركعات عند الرّأس المقدّس وصلّ ما شئت بعد صلاة الزّيارة .. الخ .
ولا يخفى انّهما (عليهما السلام) مدفونان في دارهما وكان للدّار باب يفتح حيناً فتدخل الشّيعة منه وتزور قريباً من القبر ويغلق حيناً فتقف الشّيعة للزّيارة أمام نافذة في الجدار المقابل للقبر، ويلاحظ في مفتتح الرّواية الّتي وردت فيها هذه الزّيارة هذه العبارة : تقول بعد الغُسل إن وصلت الى قبرهما والاّ أومأت بالسّلام من عند الباب الّذي على الشّارع الشّباك، وهذا الزّائر الذي لم يتمكّن من الاقتراب من القبر يصلّي الصّلاة في المسجد وقد أهتم للامر الشّيعة الموالون فنسفوا الدّار وشدّوا في موضعه القبّة والحرم والرّواق والايوان فأصبح المسجد داخل الحرم الشّريف والمشهور الان انّ الايوان المستطيل المتّصل بالرّواق خلف العسكريّين (عليهما السلام) هو المسجد المذكور، بل قيل انّ الرواق الواقع خلف القبر من المسجد وكذا عرض ذراع من الحرم الطاهر منه، وعلى كلّ حال فقد نجى الزّائر من هذا الضّيق ولهما (عليهما السلام)زيارات خاصّة تخصّ كلاً منهما، وعامّة مشتركة بينهما وهي مذكورة في كتب الزّيارات ونسخها كثيرة شايعة لمن رغب في الزّيارة بها، والزّائر اذا أسعفه الحال والمجال فمن المناسب أن يزور بالزّيارة الجامعة الكبيرة الاتية ان شاء الله تعالى فهي بما تحتويه من الكلمات الفصيحة البليغة المعبّرة عن أقصى مراتب الطّاعة والخضوع والاقرار بعظمة الائمة (عليهم السلام) وجلالهم، هي قد صدرت من منبع الجلال والعظمة الامام الهادي (عليه السلام) ، والسّيد ابن طاوُس قد خصّ في مصباح الزّائر كلّ واحد منهما (عليهما السلام) بزيارة مبسُوطة وصلاة عليه ودعاء يُدعى به بعد صلاة زيارته وهي بما يحتويها من الفوائد تبعثنا على ايرادها هُنا وإن أوجبت التّطويل ، قال : اذا وصلت الى محلّه الشّريف بسرّ من رأى فاغتسل عند وصُولك غُسل الزّيارة والبس اطهر ثيابك وامش على سكينة ووقار الى أن تصل الباب الشّريف ، فاذا بلغته فاستأذن وقُل :
أاَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللهِ، أاَدْخُلُ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، ءَاَدْخُلُ يا فاطِمَةُ الزَّهْراءُ سَيِّدَة نِساءِ الْعالَمينَ، أاَدْخُلُ يا مَوْلايَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، أاَدْخُلُ يا مَوْلايَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أاَدْخُلُ يا مَوْلايَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، أاَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أاَدْخُلُ يا مَوْلايَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، أاَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر، أاَدْخُلُ يا مَوْلايَ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى، أاَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّد، أاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، أاَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ الْمُوَكَّلينَ بِهذَا الْحَرَمِ الشَّريفِ .
ثمّ تدخل مقدّماً رجلك اليمنى وتقف على ضريح الامام أبي الحسن الهادي (عليه السلام) مستقبل القبر ومستدبر القبلة وتقول مائة مرّة اَللهُ اَكْبَرُ وتقول :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّد الزَّكِيُّ الرّاشِدُ النُّورُ الثّاقِبُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ، اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سِرَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا آلَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَقَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الاَْنْوارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الاَْبْرارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَليلَ الاَْخْيارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عُنْصُرَ الاَْطْهارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الاْيمانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الصّالِحينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الْهُدى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَليفَ التُّقى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاَْمينُ الْوَفِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَلَمُ الرَّضِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الزّاهِدُ التَّقِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ اَجْمَعينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا التّالي لِلْقُرْآنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمُبَيِّنُ لِلْحَلالِ مِنَ الْحَرامِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَلِيُّ النّاصِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الطَّريقُ الْواضِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّها النَّجْمُ اللاّئِحُ، اَشْهَدُ يا مَوْلايَ يا اَبـَا الْحَسَنِ اَنَّكَ حُجَّةُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ، وَخَليفَتُهُ في بَرِيَّتِهِ، وَاَمينُهُ في بِلادِهِ، وَشاهِدُهُ عَلى عِبادِهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَبابُ الْهُدى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَْرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ، الْمُبَرَّأُ مِنَ الْعُيُوبِ، وَالُْمخْتَصُّ بِكَرامَةِ اللهِ، وَالَْمحْبُوُّ بِحُجَّةِ اللهِ، وَالْمَوْهُوبُ لَهُ كَلِمَةُ اللهِ، وَالرُّكْنُ الَّذى يَلْجَأُ اِلَيْهِ الْعِبادُ، وَتُحْيى بِهِ الْبِلادُ، وَاَشْهَدُ يامَوْلاىَ أنّي بِكَ وَبِابآئِكَ وَاَبْنائِكَ مُوقِنٌ مُقِرٌّ، وَلَكُمْ تابِعٌ في ذاتِ نَفْسي وَشَرايِعِ ديني وَخاتِمَةِ عَمَلي وَمُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَاَنّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلا نِيَتِكُمْ وَاَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ قبّل ضريحه وضع خدّك الايمن عليه ثمّ الايسر وقُل :
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلى حُجَّتِكَ الْوَفِيِّ، وَوَلِيِّكَ الزَّكِيِّ، وَاَمينِكَ الْمُرْتَضى، وَصَفِيِّكَ الْهادي، وَصِراطِكَ الْمُسْتَقيمِ، وَالْجآدَّةِ الْعُظْمى، وَالطَّريقَةِ الْوُسْطى، نُورِ قُلُوبِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَلِيِّ الْمُتَّقينَ، وَصاحِبِ اْلُمخْلَصينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد الرّاشِدِ الْمَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ، وَالطّاهِرِ مِنَ الْخَلَلِ، وَالْمُنْقَطِعِ اِلَيْكَ بِالاَْمَلِ، الْمَبْلُوِّ بِالْفِتَنِ، وَالُْمخْتَبَرِ بِاْلِمحَنِ، وَالْمُمْتَحَنِ بِحُسْنِ الْبَلْوى، وَصَبْرِالشَّكْوى، مُرْشِدِ عِبادِكَ وَبَرَكَةِ بِلادِكَ، وَمَحَلِّ رَحْمَتِكَ، ومُسْتَوْدَعِ حِكْمَتِكَ، وَالْقآئِدِ اِلى جَنَّتِكَ الْعالِمِ في بَرِيَّتِكَ، وَالْهادي في خَليقَتِكَ الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ وَانْتَجَبْتَهُ وَاخْتَرْتَهُ لِمَقامِ رَسُولِكَ في اُمَّتِهِ، وَاَلْزَمْتَهُ حِفْظَ شَريعَتِهِ، فَاسْتَقَلَّ بِاَعْبآءِ الْوَصِيَّةِ ناهِضاً بِها، ومُضْطَلِعاً بِحَمْلِها، لَمْ يَعْثُرْ في مُشْكِل، وَلا هَفافي مُعْضِل، بَلْ كَشَفَ الْغُمَّةَ وَسَدَّ الْفُرْجَةَ وَاَدَّى الْمُفْتَرَضَ، اَللّـهُمَّ فَكَما اَقْرَرْتَ ناظِرَ نَبِيِّكَ بِهِ، فَرَقِّهِ دَرَجَتَهُ، وَاَجْزِلْ لَدَيْكَ مَثُوبَتَهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ .
ثمّ تصلّي صلاة الزّيارة فاذا سلّمت فقُل :
يا ذَا الْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَالرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْمِنَنِ الْمُتَتابِعَةِ، وَالاْلاءِ الْمُتَواتِرَةِ، وَالاَْيادِى الْجَليلَةِ، وَالْمَواهِبِ الْجَزيلَةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الصّادِقينَ، وَاَعْطِني سُؤْلي وَاجْمَعْ شَمْلي وَلُمَّ شَعْثي وَزَكِّ عَمَلي، وَلا تُزِ غْ قَلْبي بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَني، وَلا تُزِلَّ قَدَمي، وَلا تَكِلْني اِلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْن اَبَداً، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعي، وَلا تُبْدِ عَوْرَتي، وَلا تَهْتِكْ سِتْري، وَلا تُوحِشْني وَلا تُؤْيِسْني، وَكُنْ بى رَؤوفاً رَحيماً، وَاهْدِني وَزَكِّني وَطَهِّرْني وَصَفِّني وَاصْطَفِني وَخَلِّصْني وَاسْتَخْلِصْني وَاصْنَعْني وَاصْطَنِعْني، وَقَرِّبْني اِلَيْكَ وَلا تُباعِدْني مِنْكَ، وَالْطُفْ بي وَلا تَجْفُني، وَاَكْرِمْني وَلا تُهِنّي، وَمآ اَسْاَلُكَ فَلا تَحْرِمْني، وَما لا اَسْاَلُكَ فَاجْمَعْهُ لي بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، وَاَسْاَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، وَبِحُرْمَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبِحُرْمَةِ اَهْلِ بَيْتِ رَسُولِكَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّد وَجَعْفَر ومُوسى وَعَلَيٍّ وَمُحَمَّد وَعَلِىٍّ وَالْحَسَنِ وَالْخَلَفِ الْباقي صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمِ اَنْ تُصَّلِيَ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، وَتُعَجِّلَ فَرَجَ قائِمِهِمْ بِاَمْرِكَ، وَتَنْصُرَهُ وَتَنْتَصِرَ بِهِ لِدينِكَ وَتَجْعَلَني فى جُمْلَةِ النّاجينَ بِهِ، وَالُْمخْلِصينَ في طاعَتِهِ، وَاَسْاَلُكَ بِحَقِّهِمْ لَمَّا اسْتَجَبْتَ لي دَعْوَتي وَقَضَيْتَ لي حاجَتي وَاَعْطَيْتَني سُؤْلي وَكَفَيْتَني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتي يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، يا نُورُ يا بُرْهانُ يا مُنيرُ يا مُبَينُ، يا رَبِّ اكْفِني شَرَّ الشُّرُورِ وَآفاتِ الدُّهُورِ، وَاَسْاَلُكَ النَّجاةَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ .
وادعُ بما شئت واكثر مِن قولك :
يا عُدَّتي عِنْدَ الْعُدَدِ، وَيا رَجائي وَالْمُعْتَمَدَ، وَيا كَهْفي وَالسَّنَدَ، يا واحِدُ يا اَحَدُ، وَيا قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ، اَسْاَلُكَ الّلهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَلَمْ تَجْعَلْ في خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ اَحَداً صَلِّ عَلى جَماعَتِهِمْ، وَافْعَلْ بي كَذا وَكَذا .
وسل حوائجك عوض هذه الكلمة فقد روى عنه صلوات الله عليه انّه قال : انّني دعوت الله عزّ وجلّ أن لا يخيب مَن دعا به في مشهدي بعدي .
روى الشّيخ بسند معتبر عنه (عليه السلام) قال : قبري بسرّ من رأى أمان لاهل الجانبين وقد فسّر المجلسي الاوّل كلمة أهل الجانبين بالشّيعة وأهل السّنة وقال : انّ فضله (عليه السلام) يعمّ الموالي والمُعادي كما انّ قبر الكاظمين أمان لبغداد .. الخ .
وقال السّيد ابن طاوُس : اذا أردت زيارة أبي محمّد الحسن العسكري (عليه السلام) فليكن بعد عمل جميع ما قدّمناه في زيارة أبيه الهادي (عليه السلام) ثمّ قف على ضريحه (عليه السلام) وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْهادِيَ الْمُهْتَدِيَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ اَوْلِيآئِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَجِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ وَابْنَ اَصْفِيآئِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللهِ وَابْنَ خُلَفائِهِ وَاَبا خَليفَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الاَْئِّمَةِ الْهادينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الاَْوْصِياءِ الرّاشِدينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الْمُتَّقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْفائِزينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فَرَجَ الْمَلْهُوفينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الاَْنْبِياءِ الْمُنْتَجَبينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ وَصِيِّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الدّاعي بِحُكْمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النّاطِقُ بِكِتابِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الْحُجَجِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا هادِيَ الاُْمَمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ النِّعَمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ الْعِلْمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ الْحِلْمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الاِْمامِ الْمُنْتَظَرِ، الظّاهِرَةِ لِلْعاقِلِ حُجَّتُهُ، وَالثّابِتَةِ فِي الْيَقينِ مَعْرِفَتُهُ، الُْمحْتَجَبِ عَنْ اَعْيُنِ الظّالِمينَ، وَالْمُغَيِّبِ عَنْ دَوْلَةِ الْفاسِقينَ، وَالْمُعيدِ رَبُّنا بِهِ الاِْسْلامَ جَديداً بَعْدَ الاْنْطِماسِ، وَالْقُرْآنَ غَضّاً بَعْدَ الاْنْدِراسِ، اَشْهَدُ يامَوْلايَ اَنَّكَ اَقَمْتَ الصّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ اِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، اَسْأَلُ اللهَ بِالشَّأنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يَتَقَبَّلَ زِيارَتي لَكُمْ، وَيَشْكُرَ سَعْيي اِلَيْكُمْ، وَيَسْتَجيبَ دُعائي بِكُمْ، وَيَجْعَلَني مِنْ اَنْصارِ الْحَقِّ وَاَتْباعِهِ وَاَشْياعِهِ وَمَواليهِ وَمُحِبّيهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ قبّل ضريحه وضع خدّك الايمن عليه ثمّ الايسر وقُل :
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْهادِي اِلى دينِكَ، وَالدّاعي اِلى سَبيلِكَ، عَلَمِ الْهُدى، وَمَنارِ التُّقى، وَمَعْدِنِ الْحِجى، وَماْوَى النُّهى، وَغَيْثِ الْوَرى، وَسَحابِ الْحِكْمَةِ، وَبَحْرِ الْمَوْعِظَةِ، وَوارِثِ الاَئِمَّةِ وَالشَّهيدِ عَلىَ الاُْمَّةِ، الْمَعْصُومِ الْمُهَذَّبِ، وَالْفاضِلِ الْمُقَرَّبِ، وَالْمُطَهَّرِ مِنَ الرِّجْسِ، الَّذى وَرَّثْتَهُ عِلْمَ الْكِتابِ، وَاَلْهَمْتَهُ فَصْلَ الْخِطابِ، وَنَصَبْتَهُ عَلَماً لاَِهْلِ قِبْلَتِكَ، وَقَرَنْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِكَ، وَفَرَضْتَ مَوَدَّتَهُ عَلى جَميعِ خَليقَتِكَ، اَللّـهُمَّ فَكَما اَنابَ بِحُسْنِ الاِْخْلاصِ في تَوْحيدِكَ، وَاَرْدى مَنْ خاضَ في تَشْبيهِكَ، وَحامى عَنْ اَهْلِ الاْيمانِ بِكَ، فَصَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِ صَلاةً يَلْحَقُ بِها مَحَلَّ الْخاشِعينَ وَيَعْلُو فِي الْجَنَّةِ بِدَرَجَةِ جَدِّهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّكَ ذُو فَضْل عَظيم وَمَنٍّ جَسيم .
ثمّ تصلّي صلاة الزّيارة ، فاذا فرغت قُل :
يا دائِمُ يا دَيْمُومُ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا كاشِفَ الْكَرْبِ وَالْهَمِّ، وَيا فارِجَ الْغَمِّ، وَيا باعِثَ الرُّسُلِ، وَيا صادِقَ الْوَعْدِ، وَيا حَيُّ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ، اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِحَبيبِكَ مُحَمَّد وَوَصِيِّهِ عَلِيٍّ ابْنِ عَمِّهِ، وَصِهْرِهِ عَلَى ابْنَتِهِ اللَّذيْنِ خَتَمْتَ بِهِمَا الشَّرايِعَ، وَفَتَحْتَ بِهِمَا التَّأويلَ وَالطَّلايِـعَ، فَصَلِّ عَلَيْهِما صَلاةً يَشْهَدُ بِهَا الاَْوَّلُونَ وَالاْخِرُونَ وَيَنْجُوبِهَا الاَْوْلِياءُ وَالصّالِحُونَ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِفاطِمَةَ الزَّهْراءِ والِدَةِ الاَْئِّمَةِ الْمَهْدِيّينَ وَسَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، الْمُشَفَّعَةِ في شيعَةِ اَوْلادِهَا الطَّيِّبينَ، فَصَلِّ عَلَيْها صَلاةً دائِمَةً اَبَدَ الاْبِدينَ وَدَهْرَ الدّاهِرينَ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِالْحَسَنِ الرَّضِيِّ الطّاهِرِالزَّكِيِّ وَالْحُسَينِ الْمَظْلُومِ الْمَرْضِيِّ الْبَرِّ التَّقِيِّ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، الاِْمامَيْنِ الْخَيِّرَيْنِ الطَّيِّبَيْنِ التَّقِيَّيْنِ النَّقِيَّيْنِ الطّاهِرَيْنِ الشَّهيدَيْنِ الْمَظْلُومَيْنِ الْمَقْتُولَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَما غَرَبَتْ، صَلاةً مُتَوالِيَةً مُتَتالِيَةً، وَاَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ سَيِّدِالْعابِدينَ الَْمحْجُوبِ مِنْ خَوْفِ الظّالِمينَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْباقِرِ الطّاهِرِ النُّورِ الزّاهِرِ، الاِْمامَيْنِ السَّيِّدَيْنِ مِفْتاحَيِ الْبَرَكاتِ وَمِصْباحَيِ الظُّلُمُاتِ فَصَلِّ عَلَيْهِما ما سَرى لَيْلٌ وَما اَضآءَ نَهارٌ، صَلاةً تَغْدُو وَتَرُوحُ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ عَنِ اللهِ وَالنّاطِقِ في عِلْمِ اللهِ، وَبِمُوسَى بْنِ جَعْفَر الْعَبْدِ الصّالِحِ في نَفْسِهِ وَاْلَوصِيِّ النّاصِحِ، الاِْمامَيْنِ الْهادِيَيْنِ الْمَهْدِيَّيْنِ الْوافِيَيْنِ الْكافِيَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما سَبَّحَ لَكَ مَلَكٌ وَتَحَرَّكَ لَكَ فَلَكٌ، صَلاةً تُنْمى وَتَزيدُ وَلا تَفْنى وَلا تَبيدُ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِعَلِىِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا، وَبِمُحَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى الاِْمامَيْنِ الْمُطَهَّرَيْنِ الْمُنْتَجَبَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما اَضاءَ صُبْحٌ وَدامَ، صَلاةً تُرَقّيهِما اِلى رِضْوانِكَ فِي الْعِلِّيّينَ مِنْ جِنانِكَ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِعَليِّ بْنِ مُحَمَّد الرّاشِدِ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْهادِي، الْقائِمَيْنِ بِاَمْرِ عِبادِكَ الُْمخْتَبَرَيْنِ بِالِْمحَنِ الْهايِلَةِ وَالصّابِرَيْنِ فِي الاِْحَنِ الْمائِلَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما كِفاءَ اَجْرِ الصّابِرينَ وَاِزاءَ ثَوابِ الْفائِزينَ، صَلاةً تُمَهِّدُ لَهُمَا الرِّفْعَةَ، وَاَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ يا رَبِّ بِاِمامِنا وَمُحَقِّقِ زَمانِنَا، الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَالشّاهِدِ الْمَشْهُودِ، وَالنُّورِ الاَْزْهَرِ وَالْضِّياءِ الاَْنْوَرِ، الْمَنْصُورِ بِالْرُّعْبِ وَالْمُظَفَّرِ بِالسَّعادَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ عَدَدَ الَّثمَرِ وَاَوْراقِ الشَّجَرِ وَاَجْزاءِ الْمَدَرِ وَعَدَدَ الشَّعْرِ وَالْوَبَرِ، وَعَدَدَ ما اَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَاَحْصاهُ كِتابُكَ، صَلاةً يَغْبِطُهُ بَها الاَْوَّلُونَ وَالاْخِروُنَ اَللّـهُمَّ وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِ، وَاحْفَظْنا عَلى طاعَتِهِ، وَاحْرُسْنا بِدَوْلَتِهِ، وَاَتْحِفْنا بِوِلايَتِهِ، وَانْصُرْنا عَلى اَعْدائِنا بِعِزَّتِهِ، وَاجْعَلْنا يارَبِّ مِنَ التَّوّابينَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، اَللّـهُمَّ وَاِنَّ اِبْليسَ الْمُتَمَرِّدَ الّلَّعينَ قَد اسْتَنْظَرَكَ لاِِغْواءِ خَلْقِكَ فَاَنْظَرْتَهُ، وَاسْتَمْهَلَكَ لاِِضْلالِ عَبيدِكَ فَامْهَلْتَهُ، بِسابِقِ عِلْمِكَ فيهِ، وَقَدْ عَشَّشَ وَكَثُرَتْ جُنُودُهُ، وَازْدَحَمَتْ جُيُوشُهُ، وَانْتَشَرَتْ دُعاتُهُ في اَقْطارِ الاَْرْضِ، فَاَضَلُّوا عِبادَكَ وَاَفْسَدُوا دينَكَ، وَحَرَّفُوا الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ، وَجَعَلُوا عِبادَكَ شِيَعاً مُتَفَرِّقينَ وَاَحْزاباً مُتَمَرِّدينَ، وَقَدْ وَعَدْتَ نَقْضَ بُنْيانِهِ وَتَمْزيقَ شَأنِهِ، فَاَهْلِكْ اَوْلادَهُ وَجُيُوشَهُ، وَطَهِّرْ بِلادَكَ مِنِ اخْتِراعاتِهِ وَاخْتِلافاتِهِ، وَاَرِحْ عِبادَكَ مِنْ مَذاهِبِهِ وَقِياساتِهِ، وَاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ، وَابْسُطْ عَدْلَكَ وَاَظْهِرْ دينَكَ، وَقَوِّ اَوْلِيآءَكَ وَاَوْهِنْ اَعْدآءَكَ وَاَوْرِثْ دِيارَ اِبْليسَ وَدِيارَ اَوْلِيائِهِ اَوْلِياءَكَ وَخَلِّدْهُمْ فِي الْجَحيمِ وَاَذِقْهُمْ مِنْ الْعَذابِ الاَْليمِ، وَاجْعَلْ لَعائِنَكَ الْمُسْتَوْدَعَةَ في مَناحِسِ الْخِلْقَةِ وَمَشاويهِ الْفِطْرَةِ دائِرَةً عَلَيْهِمْ وَمُوَكَّلَةً بِهِمْ وَجارِيَةً فيهِمْ كُلَّ صَباح وَمَسآء وَغُدُوّ وَرَواح، رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الاْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النّارِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
ثمّ ادعُ بما تحبّ لنفسك ولاخوانك ثمّ تزُور مليكة الدّنيا والاخرة أمّ القائم، (عليها السلام) وقبرها خلف ضريح مولانا الحسن العسكري (عليه السلام) ، فتقول :
اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الصّادِقِ الاَْمينِ، اَلسَّلامُ عَلى مَوْلانا اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَْئِمَّةِ الطّاهِرينَ الْحُجَجِ الْمَيامينِ، اَلسَّلامُ عَلى والِدَةِ الاِْمامِ وَالْمُودَعَةِ اَسْرارَ الْمَلِكِ الْعَلاّمِ، وَالْحامِلَةِ لاَِشْرَفِ الاَْنامِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الصِّدّيقَةُ الْمَرضِيَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا شَبيهَةَ اُمِّ مُوسى وَابْنَةَ حَوارِيِّ عيسى، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا اْلمَنْعُوتَةُ فِي الاِْنْجيلِ الَْمخْطُوبَةُ مِنْ رُوحِ اللهِ الاَْمينِ، وَمَنْ رَغِبَ في وُصْلَتِها مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْمُرْسَلينَ، وَالْمُسْتَوْدَعَةُ اَسْرارَ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى آبائِكِ الْحَوارِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى بَعْلِكِ وَوَلَدِكِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطّاهِرِ، اَشْهَدُ اَنَّكِ اَحْسَنْتِ الْكَفالَةَ، وَاَدَّيْتِ الاَْمانَةَ، وَاجْتَهَدْتِ في مَرْضاتِ اللهِ، وَصَبَرْتِ في ذاتِ اللهِ، وَحَفِظْتِ سِرَّ اللهِ، وَحَمَلْتِ وَلِىَّ اللهِ، وَبالَغْتِ